محبتنا لله عز وجل تجعلنا نحرص على إتباع أوامره وتجنب نواهيه، محبتنا للرسول صلى الله عليه وسلم تجعلنا نسير على هديه وسنته وأن نحب الأعمال التي كان يحب عملها بقوله صلى الله عليه وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " .
والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بحب الناس من القرابة والناس من غير القرابة والأخوة في الدين ، وأمرنا أن نحب أعمالا كثيرة وأمرنا أن نحب وأن نتواصل مع أماكن عديدة ومنها المسجد الأقصى ففي الحديث " لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا " وقال أيضا :" إئتوه فصلوا فيه " .
والسؤال هو هل حقيقة نحب المسجد الأقصى ؟
والجواب الأكيد هو نعم ، إذاً ما دام هذا الجواب فهّيا بنا نتناصح في كيفية جعل حبنا للمسجد الأقصى عمليا بعيداً عن ترديد كلمة نعم فقط ، فنحن نحب المسجد الأقصى قولا فنرشد الناس الى تعاهد مواعيد قوافل البيارق وننصحهم بشد الرحال باستمرار، ونحب المسجد الأقصى قولا بتذكير أحدنا للآخر عن فضل الصلاة في المسجد الأقصى ، ونحبّ المسجد الاقصى قولا في التعبير الذي حكى الجميع عنه وهو ذلك الإحساس الرائع والطمأنينة وهداة البال ونسيان هموم الحياة اليومية في كل لحظة يتواجد الواحد منا في المسجد الأقصى وساحاته ومن حول بوائكه ومصاطبه، إذا أصبحنا ندرج حبنا للمسجد الأقصى من القول الى العمل فما دام الاقصى وتواجدنا بالقرب منه شفاء لما في الصدور ، فهيا بنا لنكثر من التواجد فيه، والسؤال هو هل المسجد الأقصى فقط صلاة وتلاوة قرآن؟ والجواب بالطبع نعم ولكن هنالك إضافة وهي ان تواجدك في المسجد الاقصى دليل على ثباتك على الحق وإضافة أخرى وهو ان كثرة التواجد في هذا المكان وسيلة لتعزيز الانتماء .
أخي الغالي ، أختي الغالية ، هل تعلم أو هل راودك ذلك الشعور انك لست ضيفا وأنت في ساحات المسجد الاقصى ؟ إذا كان الجواب نعم وهذا ما نتوقعه إذاًَ ما عليك إلاّ بالمبادرة وان تكون خير مضيف وخير متواجد في بقعة من خير البقاع على الأرض ، هل أحسست بقرابة من السماء فالقدس بوابة السماء فاستعد لقرع أبواب السماء بالابتهال والدعاء مع انكسار النفس وذلتها بأن يفرج الله كرب المسلمين .
أخي الكريم أختي الكريمة إن من الأمور التي نطمع أن تقوموا بها وأنتم في القدس في رحاب مسرى النبي صلى الله عليه وسلم أن تحافظوا على حرمة المكان وأن تكثروا من التواجد في حلقات الدروس أو أن تبادروا الى عقد جلسة إيمانية في كل مكان تتواجدون فيه سواء في المسجد أو في الساحات أو في المصاطب فهذا ما يليق بهذا المكان .
لتكن الأوقات التي تتواجد فيها في رحاب المسجد الأقصى فرصة لاجتناب آفات اللسان ومسمع الضغائن من القلوب وليساعد القوي الضعيف والشاب الشيخ ولتعين الفتاة العجوز الضعيفة .
لنجعل لنا وقتاً نقتطعه بين صلاة في المصليات واذا كان هناك حاجة للتسوق فلنسرع بها وليكن هناك وقت ليكون لنا شرف المشاركة في " مشروع الطهارة" والذي بادرت عليه مؤسسة مسلمات من أجل الأقصى من خلال الاستعداد باللباس والنية الخالصة والتنسيق مع كل أخت مندوبة في هذه المؤسسة ، أختي الكريمة وأنت في بيتك تحافظين على نظافته وترتيبه لأنك اذا قمت بأعمال الصيانة في بيت من بيوت الله ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" الإيمان بضع وسبعون – او ستون- شعبة أعلاها قول لا اله الا الله وأدناه إماطة الأذى عن الطريق " فهنيئا لك وأن تميطين الأذى عن الأقصى وساحاته ، فهذه فرصة للتعبير عن حب الأقصى بالأفعال وليس بالأقوال فقط .