***********************
كانت نهى طفلة صغيره تبلغ من العمر أربع سنوات.كانت تعيش عيشه هنيئه في كنف والديها ،
تشرق الشمس في الصباح تستيقظ نهى والبسمة مرسومة على شفتيها.
كانت وحيدة والديها مدللة البيت .
ومرة من الليالي ارتفع بكائها فحملها ابوها الى المستشفى،وهو مندفعٌ كالبرق والظلمة والسكون يملأن الأجواء. كانت تبكي نهى من مرضٍ ماء...وفجــأة!!! إلتفتت نهى الى جانبها فهاهو أباها منكباً على المقود والدم بنزف من رأسه.
ارتاعت نهى فزاد بكائها ،
وبعد فترة كثرة الأضواء وازداد صوت الإسعافات ،وهاهي ترى غرباء حولها لا تعرفهم ولا يعرفونها ،ذهب أباها من جهه وهي من جهة أخرى، ترى أبوها أمامها على سرير الإسعاف...تودعه أم لها أملٌ في رؤيته مرة أخرى. وبعد دقائق ودعت أباها . فهاهي الآن في حضن أمها الدافئ..تسأل عن أباها (ماما فين بابا)
...(متى راح يرجع)والأم يذرف الدمع من عيناها..
لقد انتقل اباها الى رحمة الله. كانت لا تعرف اين ذهب؟ توقعت أنه بعد دقائق سوف يعود أو بعد ساعات أو بعد أيام ولكنه طال الفراق.ولم تره فتره.وهاهي الآن تعيش نهى يتيمه تصرخ تنادي أبي أبي ولكنها لا تسمع جواب بل تسمع صدى صوتها وبكاء أمها .أصبحت الآن هي و أمها في بيت جدتها .
فقدت ذلك النور الساطع . فقدت المرح ودعت الإبتسامه...لم ترى بعد ذلك اليوم ضمة للصدر للصدر الدافئ الذي يحمل أحسة الحنان ...كان قربها اليها سعادة ومحبه.
كان تبحث عنه لكنها لم تجده. يأست نهى من البحث . وهاهي الان تعيش مع أمها مع تلك الشمعة المضيئه.
كانت دوماً تتذكره ولم يكن غائباً عن بالها. جلست عدة سنين في هذه الحاله وكل سنة تكون أخف عليها من السنة التي قبلها .
وبدأت تلهيها الدنيا ... ولكنها لم تنسه أبداً.
وبعد ذلك تقدم الى أمها خاطباً يخطبها فتقبلته .
وبعد عدة أشهر تزوجت أمها . ورحلت نهى مع أمها للبيت الثاني .جلست ستة أشهر في تلك الحياة الصعبة القاسيه .
كان زوج امها يضربها ولا يتحمل ان تنطق بحرف ويشتد غيضه عند بكائها.
كانت امها تكتم حزنها ولا يمكن لها عمل شئ فقط يتمزق قلبها والدموع محبوسة في عيناها .
وبعد فتره استيقضت على صوت بكاء أمها ذهبت مسرعه تسأل امها ماذا يدور هنا..؟؟
حضنتها امها ،وزوج امها خالد محمرة عينه مشدوده اعصابه .قال لها: سوف تعيشين بعد اليوم في بيت جدتك .
حزنت نهى جدا وكان عمرها 11 سنه .
وبعد ذلك اليوم كانت كل ليله تفكر في امها وكل يوم تزورها وعلى هذا الحال استمرت حياة نهى كانت عسره وليست باليسره.
ولكن جدتها كانت تحبها و تدللها وكانت تحاول ان تكون بدلاً من امها وابيها وخير جدة لها .
استيقضت نهى في صباح مشرق وأشعة الشمس تسطع على عيناها ونسمات الهواء الدافئه .
ذهبت لكي تسلم على جدتها وعندما اقتربت الى غرفة جدتها بدأت بسماع بكاء مكتومٍ حار ، تسارعت خطاها لتعرف صوت الذي يبكي فتحت الباب وهي مسرعه وتريد معرفة الأمر .
تفاجأت بأنها امها نعم كانت امها .
سألتها عن سبب بكائها.لم تتمكن امها من الكلام سألت نهى امها؟اين جدتي!!؟ذهبت في ارجاء المنزل فلم تجدها أقتربت الى امها وهي حائره هل ذهبت يا ترى الى السوق . ام انها ذهبت لتزور الجيران وقفت وهي حائره لم تمتلك نفسها حتى ارتفع صوتهاوقالت: امي اين جدتي؟؟؟
أجابتها امها وهي لاتعرف كيف تقول لها ،قالت جدتك ان شاء الله سوف تكون في جنان الرحمن .
انبهرت نهى!!وقالت:وأنا وأنا هل سأبقى هنا وحيده ؟دون جدتي! لا استطيع ، ام أنكم سوف تضعوني في دار الأيتام؟!!
لقد تعلقت نهى بجدتها وأصبحت متعلقه فيها جدا وتحبها كثيرا تستمتع لسماع قصصهاوحكاياتها .
هاهي الأحزان تتجدد على نهى يوماً بعد يوم والدمعه لا تفارقها .
وكان ذلك السؤال يدور في بالها أين سوف تعيش الآن؟؟؟ سمعت أحد يطرق الباب ويستأذن بالدخول . فهاهو خالد قد أتى وجلس معهم حائرا وهو ساكت ولم ينطق غير السلام .
لم يعرف ماذا يقول حتى قال انا اعتذر لك بنيتي نهى وسوف اصبح في مكان ابوك وأنا اعتذر لك جدا فأتمنى ان لو تقبلي اعتذاري ...وهاهي الآن نهى في بيتها الجديد بين أمها الحنونة وذلك الرجل الذي اصبح في مكان ابيها مدللة .
وعادت الى تلك الحديقه التي متفتحت الزهور والشمس المشرقه ولم تغب تلك الشمس بعد اليوم.
عاشت عيشه هنيه..
كبرت نهى وهاهي الآن جالسه وبجانبها أطفالها الصغار يضحكون ويبكون.
كانت خير أم وكانت حياتها زماناً بين العسر واليسر.ولكن نهاية حياتها كانت سعيده ولم تتطبق الورود أوراقها بعد ذلك اليوم ولم تغيب الشمس بعد ذلك اللحظه التي اشرقت وأضائت لها الطرقات . وكانت خير أمٍ كان لها مستقبل باهر .
وعاشت وهي مسلمة داعية للخير وخير أم مربية أبنائها على سراط مستقيم.
إ